المواجهة للجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت
طرق ووسائل مكافحة الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وحبه أجمعين وبعد .
لا يخفى على أحد منا الثورة الهائلة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا والمعلومات ، والتي كان من أبرزها الحاسوب والذي يُستخدم حالياً على مستوى رسمي وشخصي ، لتخزين المعلومات والبيانات وتبادلها ، لسهولة استخدامه وسرعته في نقل المعلومات والاتصال عبر شبكة الإنترنت .
في البداية لم يكن هناك قلق من استخدام شبكة الإنترنت ولم يكن هناك جرائم يمكن أن ترتكب عليها أو
بواسطتها ، قد يكون لبنائها الآمن أو لمحدودية مستخدميها ، كونها كانت مقصورة على فئة معينة من المستخدمين مثل (الحكومات والباحثين ومنتسبي الجامعات) إلا أنه وبعد توسع استخدامها ليشمل جميع فئات المجتمع وعبر العديد من الأجهزة (هاتف ذكي – حاسب آلي- جهاز لوحي …إلخ) ظهر ما يسمى بالجرائم المعلوماتية أو الجرائم الإلكترونية ، والتي يتم ارتكابها عبر شبكة الإنترنت ، وهي جرائم تتميز بالعالمية وحداثة الأساليب وسرعة وسهولة التنفيذ ومحو الآثار .
ما يهم دراستنا من تلك الجرائم هي الجريمة الأخلاقية ، والتي تعتبر من أشد أنواع الجرائم على الإطلاق كونها مِن الجرائم التي تؤدي إلى خدش العرض والشرف وتشكل اعتداء على الفرد وحريته وانتهاكاً لخصوصيته وتعتبر أشد ألماً وخطورة من غيرها ، لمساسها بكيان الأسرة التي تشكل اللبنة الأساسية للمجتمعات .
وبما أن الشرع والقانون نص على سلامة النفس والعرض والمال من خلال تجريم الفعل الذي يمثل اعتداء عليها ، حيث جاء قانون العُقوبات وجرم الفعل وفرض العقوبة عليه عندما تتوفر أركان الجريمة ، إلا أن أغلب القوانين لم تشمل التجريم والعقوبة لجميع جرائم الإنترنت وكذلك الجرائم الأخلاقية منها ، وسنعمل من خلال هذا البحث على إيجاد بعض الطرق والوسائل لمكافحة الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت للحد منها وردع مرتكبيها مستقبلاُ .
طرق ووسائل مكافحة الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت :
هناك عدة وسائل وطرق وإجراءات للوقاية والعلاج من هذه الجرائم والتي لا ينبغي ان تنفرد أو تقتصر على الشرطة فقط ، ولكن يجب تكامل وتظافر الجهود بين السلطات التشريعية والشرطة ووسائل الإعلام بشكل خاص ، وعلى الجهات المعنية بنشر الوعي المجتمعي بشكل عام ، وبدورنا سنقوم بسرد بعض الوسائل والطرق لمواجهة هذه الجرائم كالتالي :
تقسيم الجريمة الأخلاقية عبر الإنترنت
1-تقسيم الجريمة الأخلاقية عبر الإنترنت: إن أشكال الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت تتميز بخصيصة ثابتة تتمتع بها كلها، وهذه الخصيصة تتمثل في أن كافة أنماط الجريمة الأخلاقية عبر الإنترنت تشترك في كونها لا تتجاوز الطابع المرئي/ المقروء، وغير المجسم، بحيث لا تسقط في مرحلة الحس الجسدي أو المادي، إلا إذا تحولت هذه النوعية من الجرائم إلى الاتصال المادي العادي بما يستدعي ذلك الخروج من العالم الافتراضي والعودة إلى العالم المادي ، لذلك فمن غير المتصور أن تكون جرائم الأخلاق عبر الإنترنت جرائم مادية. وعليه فكل ما يمكن استحداثه من تقسيمات لنوعية جرائم الأخلاق عبر الإنترنت يجعلها كلها تشترك في طريقة تكوينها اللامادي أو المعنوي.
ويظل السؤال هنا كامنًا في مدى إمكانية تعامل النصوص الجنائية الحالية مع جرائم الأخلاق عبر الإنترنت، وما إذا كانت هناك حاجة لتطوير النصوص المتعلقة بالجرائم الأخلاقية لكي تتوافق مع طبيعتها الرسمية وبحيث لا يكون الإنترنت وسيلة لارتكاب جرائم أخلاقية ويظل مرتكبها في مأمن من العقاب.
ولكي يتم لنا صناعة هذا الطلب فإننا هنا سوف نقوم بإحداث تقسيم مصلحي يتفق مع الإنترنت من ناحية، ومن ناحية أخرى يعبر في الوقت ذاته عن إمكانية احتوائه لمثل هذه النوعية من الجرائم دون عناء الاستعانة بطريقة التقسيم التقليدية التي درج عليها الفقه حين تعرضه لهذه النوعية من الجرائم، وذلك بسبب عدم إمكانية ارتكاب كافة الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت.
إذن في هذا المطلب سوف نتناول بالبحث جرائم الأخلاق الممكن ارتكابها عبر الإنترنت، فليس كل الأفعال الأخلاقية المقررة في قانون العقوبات يمكن ارتكابها عبر الإنترنت، ومثل هذا الأمر يقودنا إلى الإقرار بجزئية أو نسبية جرائم الأخلاق عبر الإنترنت ، على أن هذه النسبية أثارت موضوع جرائم الأخلاق عبر الإنترنت بشكل جدلي، فمثلت تلك الجرائم أعتى أشكال الجرائم لما تتمتع به الإنترنت من تحرر رقابي غير مسبوق.
وعليه، يمكن استحداث تقسيم لجرائم الأخلاق عبر الإنترنت بحيث نتعرض لفكرة الترويج السمعي المرئي الفاضح، ثم نتطرق إلى موضوع جرائم البث العلني الأخلاقية من حيث جرائم النشر والقذف والسب والتشهير، ثم ننتقل إلى جريمة الابتزاز والمطاردة الأخلاقية التي لها أساس في التجريم غير الأخلاقي وانتقل بعد ذلك إلى التجريم الأخلاقي .(1)
إذن في هذا المطلب سوف نتناول بالبحث جرائم الأخلاق الممكن ارتكابها عبر الإنترنت، فليس كل الأفعال الأخلاقية المقررة في قانون العقوبات يمكن ارتكابها عبر الإنترنت، ومثل هذا الأمر يقودنا إلى الإقرار بجزئية أو نسبية جرائم الأخلاق عبر الإنترنت.
على أن هذه النسبية أثارت موضوع جرائم الأخلاق عبر الإنترنت بشكل جدلي، فمثلت تلك الجرائم أعتى أشكال الجرائم لما تتمتع به الإنترنت من تحرر رقابي غير مسبوق.
وعليه، يمكن استحداث تقسيم لجرائم الأخلاق عبر الإنترنت بحيث نتعرض لفكرة الترويج السمعي المرئي الفاضح، ثم نتطرق إلى موضوع جرائم البث العلني الأخلاقية من حيث جرائم النشر والقذف والسب والتشهير، ثم ننتقل إلى جريمة الابتزاز والمطاردة الأخلاقية التي لها أساس في التجريم غير الأخلاقي وانتقل بعد ذلك إلى التجريم الأخلاقي .(1)
حلول تشريعية لمواجة الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت
2-حلول التشريعية : تتمثل هذه الحلول التشريعية في تدابير وقائية تتخذها الدولة و قوانين تسنها من أجل مكافحة هذه الجريمة و حماية المجتمع و لكن لصعوبة التعامل مع هذه الجرائم الجديدة في الوقت الراهن يتطلب الأمر بداية اللجوء إلى حلول قصيرة المدى ثم حلول طويلة المدى و هو إعادة النظر في معظم التشريعات لأن معظم الانترنت أصبح ظاهرة تمس جميع مجالات الحياة.
وعلى السلطة المختصة أيضاً إصدار بعض القرارات التنظيمية لذلك .
ووضع البرامج اللازمة لمنع الدخول إلى المواقع المخلة بالحياء و هذا من أهم الظواهر التي برزت في مجتمعنا في ظل غياب التربية السليمة مما يؤدي للانحلال الخلقي لشبابنا و حتى المراهقين الذي أصبح من السهل عليهم دخول أي موقع يشاءون بالإضافة إلى المواقع الإباحية هناك المواقع الإرهابية و مواقع للعنف كتعليم القتل ، فلا بد من تدبير عاجل لان الحرية في المعلومة لا تكمن في دخول هذه المواقع. (2)
3-تخصيص إدارة لمكافحة هذا النوع من الجرائم ، والأفضل أن تكون بشكل أشمل ، مثل (إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية) لتشمل جميع الجرائم المرتكبة عبر الإنترنت من جرائم حقوق معلوماتية واختراق وغيرها .
4-وضع وسائل للإبلاغ عن مرتكبي هذه الجرائم ، وذلك من خلال تخصيص رقم مجاني أو موقع إلكتروني ، مع الحرص على وضع ضوابط تمنع الادعاءات الكاذبة والبلاغات الزائفة ، كما يجب أيضاً وضع آلية إثبات هوية وإثبات للواقعة لتدعيم البلاغ المقدم من الضحية .
5-نشر الوعي : حول ماهية هذه الجرائم في أساط المجتمع ، بكافة الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقرأة ، وعبر مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي .
الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت هي جرائم ترتكب على الإنترنت أو باستخدام تقنيات الحاسوب، وتشمل العديد من الأنشطة غير القانونية والتي قد تسبب ضررًا للأفراد أو للمجتمع بشكل عام، ومن بين هذه الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت:
صور الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت
1- الاحتيال عبر الإنترنت: حيث يتم استخدام التقنيات الحاسوبية لإجراء عمليات احتيالية، مثل الاحتيال الإلكتروني والتصيد الاحتيالي.
2- السرقة عبر الإنترنت: حيث يتم استخدام التقنيات الحاسوبية لسرقة المعلومات الشخصية والبنكية والملكية الفكرية.
3- الابتزاز عبر الإنترنت: حيث يتم استخدام المعلومات الشخصية أو الصور أو الفيديوهات لابتزاز الأفراد.
4- التحرش الجنسي عبر الإنترنت: حيث يتم استخدام التقنيات الحاسوبية للتحرش بالأفراد عبر الإنترنت، ويمكن أن يتضمن ذلك إرسال رسائل جنسية غير مرغوب فيها أو تصوير أشخاص دون علمهم.
5- الإساءة إلى الأطفال عبر الإنترنت: حيث يتم استخدام التقنيات الحاسوبية للاعتداء على الأطفال جنسيا أو الانحراف الجنسي.
تتفاوت العقوبات المفروضة على مرتكبي الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت حسب نوع الجريمة ودرجتها وتأثيرها على الأفراد أو المجتمع. وتختلف القوانين في العديد من البلدان فيما يتعلق بالجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت، ولذلك فإنه من المهم التحقق من القوانين المحلية لتحديد العقوبات المحتملة.
هناك العديد من أنواع وأشكال الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت، ومن بينها:
أشكال الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت
1- القرصنة الإلكترونية: وهي جريمة يقوم فيها المهاجمون بالاختراق والاستيلاء على أنظمة الحاسوب والبيانات السرية.
2- التصيد الاحتيالي: وهي جريمة يقوم فيها المهاجمون بإرسال رسائل مضللة للمستخدمين بهدف الحصول على معلومات شخصية مثل كلمات المرور ومعلومات الحسابات المصرفية.
3- الاحتيال الإلكتروني: وهي جريمة يتم فيها استخدام الإنترنت والحوسبة للقيام بأنشطة احتيالية والتلاعب بالمعلومات لتحقيق مكاسب مالية.
4- التحرش عبر الإنترنت: وهي جريمة يتم فيها إرسال رسائل غير مرغوب فيها أو صور جنسية أو القيام بأي نوع من أنواع التحرش عبر الإنترنت.
5- الابتزاز الإلكتروني: وهي جريمة تتضمن استخدام الإنترنت للتهديد بكشف معلومات خاصة عن الضحية أو نشر صور خاصة أو الإضرار بسمعة الشخص.
6- الاعتداء الجنسي عبر الإنترنت: وهي جريمة يتم فيها الاعتداء جنسيًا على الأشخاص عبر الإنترنت بإرسال صور جنسية أو إجبارهم على مشاهدة محتوى جنسي.
7- الإساءة إلى الأطفال عبر الإنترنت: وهي جريمة تشمل استغلال الأطفال جنسيا عبر الإنترنت أو نشر صور جنسية للأطفال أو الاعتداء الجنسي عليهم.
تعتبر هذه الجرائم خطيرة وتترك آثارًا سلبية على الضحايا وتؤثر على الأمن العام بشكل كامل، تتطلب الوقاية من الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت تحري الحذر واتباع الخطوات اللازمة لحماية المعلومات الشخصية وتقليل فرص التعرض للهجمات. ومن بين وسائل الوقاية الممكنة:
وسائل الوقاية من الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت
1- استخدام كلمات مرور قوية وتغييرها بشكل دوري.
2- تحديث البرامج المستخدمة والحواسيب وتثبيت برامج مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة.
3- عدم تحميل الملفات المشبوهة أو الضارة والتحقق من المصادر الموثوقة.
4- عدم الرد على رسائل البريد الإلكتروني المشبوهة أو الغير مرغوب فيها.
5- عدم تقديم المعلومات الشخصية لأي موقع غير موثوق.
6- الانتباه للروابط المصدرة من رسائل البريد الإلكتروني أو من مواقع الويب والتأكد من صحتها.
7- عدم مشاركة كلمات المرور مع الآخرين أو استخدامها في أكثر من موقع.
8- إعداد نسخة احتياطية من الملفات الهامة لتجنب فقدانها.
9- الابتعاد عن المواقع الإباحية أو غير الموثوقة.
10- التبليغ عن أي نشاطات مشبوهة أو جرائم محتملة إلى الجهات المختصة كالشرطة أو مزودي خدمات الإنترنت.
التوعية كأحد العناصر للوقاية من الجرائم الأخلاقية
تذكر أن الحماية الشخصية تعتمد بشكل كبير على توعية الناس بأنواع الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت وطرق الوقاية منها.
التوعية هي أحد العناصر الرئيسية للوقاية من الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت. يمكن تحقيق التوعية من خلال العديد من الطرق، بما في ذلك:
1- الحملات التوعوية على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام المختلفة.
2- إقامة دورات تدريبية وورش عمل لتعليم الناس طرق الوقاية من الجرائم الأخلاقية عبر الإنترنت.
3- إجراء محاضرات وندوات عامة في المدارس والجامعات والمنظمات المختلفة.
4- نشر المعلومات والنصائح حول كيفية تحقيق الأمان والحماية الشخصية عبر الإنترنت، مثل البريد الإلكتروني الاحتيالي، الرسائل النصية الاحتيالية، الجرائم المتعلقة بالهوية الافتراضية، وغيرها.
5- توفير موارد تعليمية مجانية، مثل الكتيبات والمنشورات والمقاطع التعليمية عبر الإنترنت.
6- تشجيع الناس على استخدام الأدوات الأمنية الرقمية، مثل برامج مكافحة الفيروسات وبرامج المضادة للاختراق والبرامج الحماية الشخصية الأخرى.
7- تعزيز ثقافة الأمان والحماية الشخصية في المجتمع، وتشجيع الناس على المشاركة في تعزيز الأمن والسلامة عبر الإبلاغ عن الجرائم والتصرفات الغير مشروعة.
8- توفير قنوات اتصال آمنة للتبليغ عن الجرائم والتصرفات الغير مشروعة على الإنترنت، مثل البريد الإلكتروني الآمن ورقم الهاتف الخاص بالإبلاغ عن الجرائم.
يتطلب تحقيق التوعية والحفاظ على الأمان الشخصي والحماية من الجرائم الأخلاقية
المراجع :
د. عبدالعال الديربى ، الجرائم الالكترونية ضد الأخـلاق بين المواجهة التشريعية والواقع ، المركز العربي لأبحاث الفضاء الإلكتروني ، 2013 .
اسراء جبريل رشاد مرعي ، الجرائم الإلكترونية الأهداف – الأسباب – طرق الجريمة ومعالجتها ، المركز الديمقراطي العربي ، 2020 .